سرد تعبيري
لا تكرِّروا عليَّ السؤالَ
علامَ البكاءُ؟سؤالٌ سخيفٌ قضى عليهِ الدَّهرُ، علامَ السُّؤالُ؟لا تسألوا والضرعُ جفَّ والطفلُ ماتَ في حضنٍ اغتالوا منه الأنباضَ. أهي الخديعةُ البكماءُ وقد تخلَّتْ عن بكمِها تستعيرُ من غرابٍ أسودَ أطنانًا من نعيقٍ؟ الخديعةُ بأمِّ عينِها تقرُّ وتعترفُ ببنتِ شفتِها عنْ حبيبٍ غادِرٍ غادرَ متأبِّطًا الأنغامَ والأشعارَ كلَّما وقعتْ منهُ نغمةٌ تفجَّرتْ منها أنغامٌ من نشازٍ. واخيبتاهُ حتّى الأنغامُ كانتْ متبرقعَةً بأصواتِ العنادلِ وألحانِ أمطارِ الحبِّ! وكلَّما وقعتْ منهُ قصيدةٌ تعرَّتْ من غلافٍ كانَ يكتسي الذَّهبَ البرّاقَ لتظهرَ من تحتِه عورةُ الحروفِ الصَّدئَةِ، لا لنْ أقولَ واخيبتاهُ بعدَ الآن فالحقيقةُ النّاصعةُ ببياضِ الرّوحِ أفضلُ من كذبةٍ تتزيَّنُ باللَّآلئِ ،هنا كانَ مقرُّ الفكرِ الرَّصينِ أراهُ مطليًّا بزوابعِ النَّزواتِ في ثقافة مستوردة من أسواقِ التَّهجينِ يتباهى بها من تطبَّعَ بأفكارٍ لا تغني عن جوعٍ ولا تسمنُ إلا أنَّها تكشفُ بمنظارِ الواقعِ عمَّن تضمَّخَ بسذاجةٍ عمَّنْ تغلفتْ روحُه بالقشورِ ،فلا تتوقفْ أيُّها الممثِّلُ لدورِ الرِّيادةِ المعتمرُ قلنسوةَ القيادةِ الفضائحُ أقرَّتْ أنَّ تحتَها فكرًا مدجَّجًا بالقوادةِ، فخذْ أنتَ وأمثالك معكَ الاعذارَ الواهيةَ أيُّها المطهَّمُ بالرّياءِ، أمّا أنا فسأبقى المسكونة في غيبوبتي حتّى النخاع فإن جفَّ الدَّمعُ لا تكرِّروا عليَّ السؤالَ.
سامية خليفة /لبنان