على مقعد منسي أسفل مزراب مهترىء ينزف قطرة قطرة من سائل لا هوية له ؛ .جلست انتظرك.
ولأنني مخلوقة من طين ؛ باتت دروبي موحلة بما هطل علي من ويلات .
وحل في كل مكان ...في كل الطرقات ..
في الدروب . في الآمال ...في الابتسامات .
كنت ألعب الشطرنج مع ساعات وئيدة الخطى لأقتل غصة القصة ..
قصة معلقة النهاية .كمريض تحت الإنعاش ..
عشر سنوات كاملة .....
.إنه رقم مهول في عداد الزمن ..
على تدريجاتها اللاهثة تعبت و أنا أتابع الصعود...كل الوعود و الأماني تضمحل كلما زاد الزمن و طال الغياب ..
أولادك كبروا كثيرا .
..لن تعرفهم.. ولن يعرفوك .
وأنا كبرت أيضا ..أصبحت عجوزا مهترئة أجر ذيول يأسي بلا اكتراث..و أصارع خطواتي باتجاه الأمام .
ذلك الأمام الذي قد لا أجدك فيه .
أولادك اعتادوا غيابك و أنا اعتدت الخذلان ..
خذلان كل شيء ..
أتخبط بين يقين و زعم.
أبيح لأحلامي الكذب وليقيني النفاق لأكون مع استمرار الحياة على اتفاق ..
ذلك الاتفاق الذي لم أكن طرفا" فيه بإرادتي ...
فكل ماحولي يعاملني بديكتاتورية حتى مصيرك المجهول ..و التفكير المعقول ..و المستقبل المأمول .
عشر سنوات داست فوق وجودي جيئة وذهابا مئات المرات وأحالتني إلى فتات يتطاير بلا هدف
فوق أسطح عتيقة لا أعرفها ولاتعرفني
فتات تذروه الرياح بلا وجهة.
فاشلة أنا مفتتة لاسبيل لجمعي مجددا ..فأجزائي متناقضة تتنافر كالأعداء ..
القصة غصة لن تذهب بسقيا ولا بزوال.
ستبقى تروى كفاجعة تزيدني عطشا "رغم هطولهم حولي..
د.صفاء شوفان
عشتار الشام 23\2\2022