ليتكَ تكون..
كأس النّبيذ ينطق، تخيّل، يقول: ليتك تكون، ليُلامسه ثغرك.
وأحمر الشّفاه الخاص بأنثى غريبة، يُقلده، فيحكي ما حكى. والياسمينة المُتعطرة بدارنا، تحلم بيدكَ تشتمها وتقطفها لتموت حاضنةً جلدك. والنّاي يرجو أن تنصت لعزفه وتعزفه، لينصت له العالم أجمع. وقهوتي الصّباحية ترنو من الانهيار، إن لم ينعكس على وجهها وجهك.
والسّماء تُعاتب سقف منزلك، تغبطه إن لازمكَ يومًا كاملًا ومنع عليها ملازمتك، وفستان جارتنا الممزق، يقسم أنّه سينتحر، إن لم ترقعه بقماشٍ أصلهُ قلبك.
والبلد.. آه من ويلات هذا البلد، رغم ما قيل عنه من تصديرٍ للأزمات والكوارث واستيراد لها، إلّا أنّه ما زال يتوق لمحادثتك بصريح الخير. فيقول: "من الشّام.. صباحكَ خير.."
وأنا.. أنا أعرف أنّك كائنٌ، لكنّي لا أعرف إن كان بمقدوري أن أخترع وأُنمِق وأقول. سأكتفي بتقليدي هواء البلد الرّصين الّذي استعصى عليه التّنفس، ومع ذلك حاولَ، فكشف عن كربته ومحى جأشه واضطرابه.
سأتنفس، اسمع التّنهيدات، تخرج عني بخفةٍ ساذجة، وتبدأ نهارها بما بدأت، فتقول ما قلت: "صباحكَ خير.. كلّه خير"
#دعوة_للتفكير