(مع الشاعر)
صداقتي معه قديمة كان يميل إلى العزلة خلوق جدا وشاعر متمكن حديثه الدائم عن الحزن والألم والوجد لايفارقه.. عندما أحاول تغيير مسار الموضوع إلى تفاؤل لايعلق ولا يناقش إلا في مايخص الحزن والأسى...غير مؤهل لجو الأفراح نهائياً... إلى أن وصلنا مرحلة التلذذ بالحزن. أحتاج إلى أن أحضر أقوى طرفة أو نكتة كي اغير وأحظى بصورة أرى فيها جزء صغير من أسنانه بعد أنفراج شفتيه بصعوبة واللتان سرعان مايعودا لوضعهم الطبيعي ببطء بعد عناء طويل من أبتسامة بسيطة مفاجأة...لا نفترق إلا عند أخر سيكارة في العلبة... لم أره أكثر من عقد.. وقبل عشرة أيام عندما قررت فتح صفحة ع الفيس ظهر أمامي.. طلبت صداقته... وأطلعت ع منشوراته... من أول لحظة دخل ذاكرتي كل لحن وصوت مفجع...قررت السفر أليه... جداً مشتاق لرؤيته... وعند أحد الممرات وأذا بصدى ضحكة قوية لصوت أعرفه لكن لم أتوقع أن يكون صاحبنا... لقد نطق من كان به صمم... بقيت مذهولا ولم أسلم عليه...أتريد أن أطلق نكتة حتى تصدقني قائلاً... سلمت عليه وكأني أتحمد له السلامة وعاتبته ع تلك الأيام التي أبحرني فيها بأمواجا من الأحزان المتلاطمة...ماسبب التغيير.. أخيراً أقتنع أنه (الدنيا ماتسوى)... تذكرت وأنا في طريق العودة الشاعر أبراهيم ناجي.. (ماقضينا ساعة في عرسه... وقضينا العمر في مأتمه).
محمد نعمه الموسوي.