بـلادي نصفُ أرضٍ تشتكي السّرقة
ونـصفٌ مـن شرارِ الحربِ مُحترقة
وشـعـبي نـصفُ شـعبٍ مُـعدمٌ أنِـفٌ
ونـصفٌ لا يـحبُّ الـعطفَ والـشّفقة
وحـدِّي نـصفُ جـيشٍ شـبهُ مـنتحرٍ
ونـصـفٌ مــن عـصاباتٍ ، ومُـرتزقة
ورأسي من صُداعِ الوقتِ مصطِرخٌ
وجُـمـجمتي مــن الأصـداءِ مُـنفلقة
وفــي صــدري رئــاتٌ شـبـهُ داكـنةٍ
وبـطـنٌ داخــل الأحـشـاءِ مُـلـتصقة
تـسـيّـرُنـي دويــــلاتٌ بــــلا نُــظــمٍ
وأحـــزابٌ عـلـى الـتّـجويعِ مـتّـفقة
تــمـثّـلُـهـا حُــكــومــاتٌ مُــؤدلــجـةٌ
بـقـانـونٍ يـمـوتُ بـحـضرةِ الـمـرقة
وتــاريـخٌ مــن الأحــداثِ مُـصـطنعٌ
حـضـارتُـه مـــن الأهــواءِ مُـخـتلقة
وفــكـرٌ يـشـتـريهِ الـمُـحـتفونَ بـــهِ
يـخـونُ الـحـبرُ مـنـهُ عـفّـةَ الـورقـة
تــنـمّـقُ حــرفَــه الآيـــاتُ زخــرفـةً
وســورتُـه مــن الأعــداءِ مُـخـترَقة
فـــلا يــبـدو مــن الـقـرآنِ مـقـتبسًا
ولا تــبـدو مـــن الــتـوراةِ مُـنـبـثقة
ولا نـــدري لأيّـــةِ مــذهـبٍ يــدعـو
ولا نــــدري لأيِّ الــدّيــنِ مـعـتـنـقة
فــذلـكَ يـحـتـفي بـالـمولدِ الـنـّبويّ
ويـجمعُ بـاسمهِ الأنـصار والـصّدقة
وذلـــكَ يـحـتـفي بـالـثّورةِ الأولــى
ويـسرقُ بـاسمها الثّرواتِ ، والنّفقة
وعـينُ الـشّعبِ تـستغشي غشاوتَها
ولا تشـكُو قـذىً في مـركزِ الحدقة
تـموتُ بـجوعِها الأطـفالُ فـي بلدي
كـموتِ قـصيدتي بـالحزنِ مـختنقة
وتُــقـتُـل فـيـهـمُ الأحـــلامَ يـافـعـةً
ومــا زالــت بـدربِ الـحبِّ مُـنطلقة
لـكـي تـبـقى طـغـاةُ الـعصرِ حـاكمةً
ويُـفـرضُ هـيلمانَ الـسّوطِ والـفلقة
وتـبقى الأرضُ رهـنَ الاعـتقالِ لمن
يـرى فـي الـحكمِ حـقًّا يتبعُ الطّبقة
عبدالرحمن سراج