رُبَّما
رُبَّما لا يكونُ أحدٌ سعيداً الآنَ .
لا أنتَ
و لا الذينَ يعاندُهم النومُ كلَّ ليلةٍ
و لا الذينَ يعملونَ في عطلةِ نهايةِ الأسبوعِ و الأعيادِ .
و لا الذينَ يعملونَ ساعاتٍ إضافيةٍ أو بدوامين .
و لا الذينَ ينامونَ ساعاتٍ كافيةٍ في عطلةِ نهايةِ الأسبوعِ .
و لا العاطلونَ عنِ العملِ و لا الباحثونَ عنِ العملِ .
و لا اليائسونَ و لا المحبَطونَ و لا المتشائمونَ ولا المتفائلونَ
و لا الذينَ تُنكَرُ كلُّ تضحياتِهم التي قدموها في سبيلِ غيرِهم بلحظةٍ واحدةٍ
و لا المسافرونَ الذينَ يمضونَ دونَ أنْ يودعَهُم أحدٌ .
و لا العائدونَ الذينَ لا يوجدُ أحدٌ يستقبلُهُم في محطةٍ أو مطارٍ أو منزلٍ .
و لا الذينَ لا يمتلكونَ بيوتاً
و لا الفقراءَ و لا الأغنياءَ و لا ذويُّ الدخلِ المحدودِ و لا الذينَ يعيشونَ على الإعاناتِ و لا المتسولونَ
و لا الذينَ ينامونَ في الليلِ
و لا الذينَ يستيقظونَ باكراً كلَّ يومٍ
و لا الطلابُ و لا المتقاعدونَ و لا المرضى
و لا الذينَ سيولَدونَ منَ الآنِ و صاعداً
لكنْ و عندما تمضي الحياةُ غيرَ عابئةٍ
بكَ أنتَ و بكلٍِّ الذينَ ذكرتُهم أو لمْ اذكرهُم
فإنِّه رُبَّما منَ الحكمةِ و منَ الأفضلِ
لكَ و لهم الآنَ
أنْ تكونوا سعداءَ .