"طفلي الصغير.."
كنتُ في التّاسعة من عمري حينَ أحضرَ والدي لي
دبّاً صغيراً لطيفاً
تعلقّتُ بهِ كثيراً، وكأنهُ قطعةٌ من قلبي
أطلقتُ عليهِ اسم "يزن" وكانَ يزن طفلي الأول
نعم طفلي ورغم أنّي كنت لاأزال طفلة .
أحببتهُ كثيراً، كَكلّ الأمهات التي تحبُّ أولادها
بل وأنني أحببتَهُ أكثر .
كنتُ أُمارسُ عليهِ دورَ الأمومة فلم يكُن يَغْمَض
لي جفن قبلَ أن أحممهُ وألبسهُ ملابسهُ الأنيقة
وأطعمهُ وأطمئن أنّهُ نام .
كانَ يزن طفلاً هادئاً، لا أذكرُ أنهُ ضايقني بشيء
أو أنّهُ أزعجني بصوتِ بكائِه أو تمنّعه عن شيء .
رغمَ صغر سنه، كنتُ أتركهُ لوحدِه في المنزل
وذلك عند ذهابي إلى المدرسة، وعندَ عودتي
أُسرعُ وأحتضنهُ وأقبّلهُ بشدة لكثرةِ اشتياقي له
أو كمكافأة صغيرة له لأنّه بقيَ هادئاً .
مرت السنوات سريعاً سنة تليها سنة.....
كنتُ أنا أكبرُ بسرعة، إلا أنَّ يزن لم يكن يكبر معي
رغمَ اهتمامي الشّديد بهِ وبغذائهِ بقيَ صغيراً
بل وأنّهُ كان يصغر شيئاً فشيئاً، فكل يوم كان
يفقدُ جزءاً من حشوةِ جسده هكذا إلى أن
اهترأ كلهُ ولم يبقَ شيئاً منه .
ماتَ طفلي يزن منذُ زمنٍ بعيد، ماتَ وهو صغير
تركني رغمَ أنّهُ كان يعلم شدّة تعلقي به .
لا أعلم أينَ هو الآن، لكنني متأكدة أنّهُ في الجنة
فطفلٌ رائعٌ كَ يزن لا يمكن أن يكون إلّا في الجنة
ليتني أستطيع أن أراهُ مرة أُخرى ولو لمرة واحدة
أريدُ أن أحتضنهُ بقوة أو ربّما أريدُ أن أحتضنَ
طفولتي به .
ليتكَ تسمعني يا يزن فكم أرغب أن أقولَ لكَ
مرة أُخرى: " أحبّكَ كثيراً يا ملاكي الصّغير "
أُمّك إهداء
:black_heart: