أمينة غتامي ... هي فيوضات شعرية جميلة .... (الاحتراق ، الاختراق ، الحزن، الانخطاف ، الغرق ....) مصطلحات من قاموس الحزن الغتامي تجيب أمينة غتامي: (لكنه حزن دافئ ايضا يعزى لذاك الإحساس بالفقد ومحاولة استرجاع مالا يرجع ولوعن طريق المتخيل الشعري) وعن تجربتها في كتبة السرد التعبيري تقول : (( هي تجربة القصيدة النثرية الأفقية الحديثة والتي يراهن عليها العديد من الشعراء والنقاد الحداثيين. وانا احاول ان أعطي فيها منذ مدة ليست بالقصيرة دون ان اصنفها. فكان السرد التعبيري من اختارني دون ان ادري . مازلت أحاول ان أطور نفسي فيه )) __ _ _ _ _ _ _ _ _
في سيرتها الذاتية _ _ _ _ _ _ _ _ _
أمينة غتامي: من مواليد مدينة فاس أواخر الخمسينات وتقيم بالدار البيضاء. أكتب القصيدة النثرية الحديثة والهايكو والقصة والقصة القصيرة جدا. صدر لها عن دار الوطن ديوان شعر تحت عنوان (تغاريد الروح) طبعة 2014. شاركت في ديوانين ورقيين جماعين بسوريا تحت عنوان (حديث الياسمين ) و وديوان ورقي جماعي صدر بالعراق تحت عنوان (بوح أدرد ). - لها أعمال أدبية منشورة في الجرائد الورقية والمجلات الإلكترونية العالم الافتراضي ... _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ أمينة غتامي والقصيدة _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
(( لمَ علينا أن نتوقف؟ سيقتلنا الهواء الفاسد المنبعث من المستنقع لمَ لا نحول هذا الفضاء الى حزمة حب ناضجة رضعت أمنيات المطر؟ لمَ لانمضي بعيدا..بعيدا بكل وسامة الاحتراق نغرق في رمادنا كما تغرق القصيدة في القصيدة؟ )) _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
قصائد لم تكتمل:
(( ليس بمشيئتي أن يصاب رأسي بلوثة الشتاء.. في المحبرة ما يكفيني من حطب لأتلظى بجمر قصيدة، وأنا أسامر تمثال الثلج..
خلف النافذة كانت تنتشي دفءا يقترب، مجروحة بالصقيع منذورة للنار شجرة البلوط..
لِمن تُسِرُّ تلال الثلج بياضها؟ عيناي أعماها الضوء وأنا أجرب طريقة بدائية ليشتعل الحجر..
لم يبق إلا القليل من الشتاء بين اصابع غيمة تركت عنوانها للشرفة لتنزلق من المدخنة، في رقصة الهطول الأخير..
ورقة أخيرة: (( بين رأسي والوسادة حقول مغناطيسية تفتح منافذ الضوء الغيم محتقن بالنبوءات.. لكنني أحتاج ذاكرة جديدة.. تعيد الماء والتراب والعصافير والأشجار إلى حضن الأرض.. … الأبعاد الأربع لا أذرع لها لتعيدني إلي لتخبئني في جذر زيتونة خضراء حتى أنبت في ظلي الأليف..قبرة عشب تعانق اليباس.. … وما أنا بقارئة للغيب لكنني.. سأحمل قلبي كسرة حب لقصيدة جائعة أراها في الحلم من هناك سأعلن المطر.. مطرا يغسل زمننا القديم أيامنا الثكلى مدننا المدجنة بين الرطوبة والوحل.. … أحتاج ذاكرة جديدة لأنسى.. أن الحب ورقة أخيرة حين تتعرى الأرض من أريجها الضوئي وفجأة.. تسقط )) _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
من مهاوي الروح طائر ينتفض: ((أبواغ من خميرة المساء تتجشأ بقايا النهار تسقط زبدا في زغاريد الكلمات كأوجاع مزمنة تسكن قرابين الموج ، مفرغة القوارير كهذه الغيمة الثكلى،تشعل في مناسك البحر قناديل التمني ولا تمطر.هباء، يباب ،نثار من ملح يهيج عري الأصداف .مازالت مناديلي المطرزة بالحنين، تكفكف غضبا رماديا تذروه الرياح.فيومَ خلعتُ روحي لأستحم في يقيني مشطتني مخالب الشك لأخرج حافية من باب سري باتجاه انطفاء أكثر زرقة من يتم شاعر يتعشق الوحدة في مدائن الاستعارات. كأني أسيرة ابتسامتي الخجلى وأنا أتأهب لأول ضربة عشق مكتظة بأنين الكنايات كعنقاء تنتفض من مهاوي الروح. أيها المساءالواعد باحتراف الصمت مثل حكيم بوذي ، لِمَ تحاصرني مراياك حين يتفقد أنوثته قصيدي.أكناية انا أم مجاز يمشي في خف واحد كتفاحة تتعشق الكلام؟ يا بعضي المتشكل من بعضي ،مفتونة بالغرق شمسك وأنا ، لا شيء يعصمني من سعار نجم شارد يقضم أناملي سوى معجزة ماء تسقطني إلى الأعلى)) _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
تعتبر في أحد حواراتها الشعر والشاعرالحقيقين ليس ببعيدين عن قضايا الأمة لأنه مدعو إلى محاورة ومساءلة الواقع ، فهو يعيش القلق الخصب الخلاق فيوظف شعره في التعبير عن قضايا عصره بوعي واقعي لا يخلو من سمات إبداعية تتضافر فيها قوة الإحساس وقوة العقل ،ومن تم لايمكن استثناء الخيال الشعري من أي عمل إبداعي يخدم قضية الأمة ،وخاصة في اللغة الشعرية الحديثة كما يقول أدونيس: ((إن لغة الشعر تجاوز للظواهر ومواجهة للحقيقة الباطنة في شيء ما أو في العالم كله ..فإن على اللغة أن تحيد عن معناها العادي..إن لغة الشعر هي لغة الإشارة في حين أن اللغة العادية هي لغة الإفصاح. ا)) _ _ _ _ _ _ _ _ _ __
شعراء تأثرت بهم _ _ _ _ _ _ _
أمينة غتامي لا تخفي انبهارها بالأدباء والشعراء الذين تركوا بصماتهم في كتاباتها كنازك الملائكة والسياب والبياتي وأمل دنقل وسعدي يوسف وصلاح عبد الصبور،دون نسيان عمالقة الشعر والنثر من مدرسة البعث والتجديد والرابطة القلمية وأدباء المهجر في أمريكا وتجد نفسيها في أشعار أدونيس والماغوط و نبرة الحزن عند السياب و أمل دنقل ونازك الملائكة، لكنها – تستدرك – (( أكتسب جناحين مع نزار ودرويش وأشعار الهايكو الياباني عند بانيا ماتسويشي)) ... _ _ _ _ _ __ _ _ _ _
نماذج من قصائدها _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
اختراق: (( حينَ يخترِقُ الحزنُ دائِرتَكَ كَسِّرِ الدَّائرةَ وازرع خطاكَ وراء الشمس. النهرُ لا يشربُ ماءَه لكنه يغْفِرُ خطيئةَ الحَجر.. لِتعْبرَ أسماكُ السَّلمون المساقطَ العموديّة.. لا شيءَ يمنعُ فَراشَةً من الاحتراق.. فكلُّ النوافذِ تتَوكّأ على نجمٍ لتتوهجَ. بخشوع غيمةٌ تُطَرِّزُ قصيدة.. فوق المِنضدة أقراطٌ ماسية أسْكرتْ جُرْحَ الصَّباحِ فَغَرَّدَ..)) _ _ _ _ _ _ _ _ _ خاتمة _ _ _
الابحار في عوالم الابداع السردي والشعري للأستاذة أمينة غتامي ، ابحار ممتع ، الشيء الذي دفع حسن الباز الى القول : ((تلعب شاعرتنا بالحرف بحرفية وإتقان، وتصيغه كيفما أرادت، تملك القدرة على ترويضه، ومن ثم إخراجه من سياقه متمردة على المألوف ... 3 )). وهو الشيء الذي دفع الناقد الذرائعي عبد الرحمان الصوفي الى القول: (( أعجبت بالكثير من القصائد الذي قرأتها للشاعرة ( سبق لها أن نشرتها على صفحتها الفيسبوكية ) ... مصدر إعجابي بهذه القصائد هو تفرد وتميز الشاعرة ( أمينة غتامي ) في استعمال البديهيات الرمزية بتراتبية تصاعدية بطريقة جمالية وفنية قل مثيلها في نصوص شعراء آخرين ...4 )). ولنا قريبا عودة لملامسة ابداعاتها نقديا ... _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
احالات _ _ _ _
1 موقع صحيفة ايلاف الالكتروني 2 محمد محقق : (( أمينة غتامي صوت شعري نسائي مغربي متميز)) 3 حسن الباز : (( قراءة خارج السياق )) 4 عبد الرحمان الصوفي: ((برنامج " بصمة نقدية من بصمات ...." / البصمة : 25 - الشاعرة : أمينة غتامي ....))