بسملات
---
هُناكَ حَيثُ التقى العَكسانِ مَولدُهُ
ذاكَ الصَّبيُّ الذِي دُنياهُ تجحَدُهُ
.
ذاكَ الذي فَقَدَ الأشياءَ أجمعَها
وبعدَها صارتِ الأشياءُ تفقِدُهُ
.
مضَى يفتِّشُ في الأقدارِ عَن سَبَبٍ
واشتدَّ مِن قسوةِ الأيامِ ساعِدُهُ
.
قالت لهُ أمُّهُ الزَّهراءُ : يا ولدي
ستشعِلُ الدَّمعَ يومًا ثُمَّ تخمِدُهُ
.
مِن حَولِهِ قَد ذَوَت في الرِّيحِ كلُّ يَدٍ
ووحدهُ وحدهُ مَن لوَّحَت يَدُهُ
.
بالأمسِ أسَّسَ عنوانًا لقصَّتِهِ
واليومَ ما مِن حروفٍ سَوفَ تسرِدُهُ
.
يبدو علَيه جريحًا ..
جرحُهُ وطنٌ
لم يدرِ أيُّ طبيبٍ كيفَ يضمِدُهُ
.
يبدو علَيه كسيرًا
شاعرًا
أَرِقًا
متيَّمَ القلبِ أضناهُ تنهُّدُهُ
.
للشِّعرِ في الدَّمعةِ الحمراء أخيِلَةٌ
مِنَ الزُّجاجِ
تُندِّيها قصائِدُهُ
.
والحبُّ أقدمُ رمحٍ
قد أصيبَ بهِ في قلبِهِ ..
وقَديمُ الحبِّ أجدَدُهُ
.
الأرضُ حكمَتُهُ المُثلى
وليسَ لَهُ
مِن هذهِ الأرضِ إلَّا ..
أينَ مرقَدُهُ ؟!
.
رنَا إلى النَّجمةِ الحسناءِ في وَلَهٍ
وذابَ في كأسِها الغَيمِيِّ فرقَدُهُ
.
دَنَت إلَيهِ وضمَّت طفلَهُ فحَكَى
وباتَ يوقِدُها عِشقًا وتوقِدُهُ
.
هل بعدَ هذا
سيُعطي العمرَ بسمَلَةً أُخرى
ويفتحُ بابًـا كانَ يُوصِدُهُ ؟
.
ويهنأُ القلبُ نبضًا دونَما وَجَعٍ
وتَحتوِيهِ وتُنسيهِ وتُسعِدُهُ ؟
.
هِيَ الحياةُ بها الإنسانُ في كَبَدٍ
مَن ذا الذي ليستِ الدُّنيا تُكابِدُهُ ؟!
---
حسين المحالبي
2020/12/8م