مكتظة بك مدني
تجوبها بدفء غيمة ماطرة
حين يتأخر هطولك
أجلس خلف أسوار الغياب
في انتظار وقع خطواتك
سأفتح لك أبواب الحلم
وتصير أنفاسي طائرا
يزقزق بين الوجع والذكريات
تنثر الحب قمحا
في حقول النسيان
آه قاتلي
خنقت الأمل
الوجع يبعثر أوراقي
يكوي ضلوعها
حد الاحتراق
كفنت قلبي بالجفا
دفنت أجمل النبضات
ها أنذا صرت طيفا يغازل طيفا
في زحمة الشوق حضنته
على مرآة النبض رسمته
أحبه لأحيا
وأحيا فيه لأموت
وفي ثغر براكينه أحترق
حملت جثمان قلبي
واعتزلت النحيب
غسلته بزفير صبري
دفنته وانا أبحث عنه
آه قاتل الحب
طفلا يعشق أمه
يرضع صبر الليالي
يلتحف ثورة البحار
يرتدي جلد الإنتظار
أنا من عانقت الأطياف
وهمست للريح صمت الموت
غمست جموح قلمي في ورق ينزف
توسدت ملامحك ضد الفناء
أخفيك وأعشقك
تسري في عروقي سيوف رحيل
يا سيد الماء
أما آن الأوان لتروي ذبول الليل
حكيمة بنقاسم